الدين عبادة ومعاملة

دين عبادة ومعاملة

ما حكم الرجل الذي يصلي و يصوم وحج بيت الله ولكن أعماله شريرة؟ وما حكم رجل أخر لا يصلي ولا يصوم ولكنه
يفعل الخير ويمنع الناس من عمل الشر؟

إن كل واحد من هذين الرجلين مخطئ منحرف عن طريق الرشاد والصواب أما الأول الذي يصلي و يصوم وحج بيت الله ولكنه يصر على الأعمال الشريرة فانه مخطئ حين لم يجعل لهذه العبادات والطاعة تأثيرا في سلوكه ومعاملته للناس م إن الدين المعاملة ومع أن سيدنا وقائدنا رسول الله عليه الصلاة و السلام قد قال لصحابته و أتباعه " أقربكم مني مجالس يوم القيامة احاسنكم أخلاقا الذين يألفون ويؤلفون ولا خير فيمن يألف ولا يؤلف " والصلاة والصوم والحج وسائر الطاعات قد شرعها الله تبارك وتعالى ليطبع صاحبها على استقامة السلوك وحسن المعاملة ومكارم الأخلاق ولذلك قال سيد الخلق "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
والرجل الأخر الذي لا يصلي ولا يصوم ولكنه يفعل الخير يعد منحرفا مسيئا كذلك لان عمل الخير الذي يقوم به يؤدي بلا نية وبلا عقيدة لان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى "
وكذلك قد أساء هذا الرجل حين عصى ربه وتمرد على دينه فلم يقم بواجباته الدينية وفرائضه المكتوبة عليه فلا ينفعه عند الله خيره الذي فعله لأنه لم يعرف أساس الخير وهو طاعة الله عز وجل الذي يقول "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا" "الفرقان" فالواجب على الإنسان إن يؤدي الواجبات التي فرضها الله عليه وان يتأثر بها فيجعل معاملته للناس حسنة وسلوكه حميدا
والله تبارك وتعالى اعلم